جرائم الاحتلال الصهيوني وحلفائه في غزة
Crimes of the Zionist occupation and its allies in Gaza
أ.د. سرور طالبي (أستاذة القانون الدولي والعلاقات الدولية)
Sourour TALBI (Professor of International Law and International Relations)
ملخص لمداخلة ألقيت خلال الندوة الدولية حول حرب الإبادة على غزة، المنعقدة في 2 ديسمبر 2023
Summary of an intervention presented during the international conference on the war of extermination against Gaza, held on December 2, 2023.
نفذت المقاومة الفلسطينية “حماس”، صباح يوم 7 أكتوبر2023، عملية مزدوجة، تضمنت إطلاق قذائف صاروخية وتسلل بري إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، رداً على الحصار الصهيوني الجائر على قطاع غزة وانتهاكاته لباحات المسجد الأقصى المبارك وفي باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولم تدم هذه العملية، التي أطلق عليها اسم “طوفان الأقصى” أو “الانتفاضة الفلسطينية الثالثة”، سوى ساعات قليلة، بحيث استطاعت المقاومة خلال هذا الهجوم الخاطف والمفاجئ، بسط سيطرتها على القواعد العسكرية في البلدات والمستوطنات المتاخمة لقطاع غزة والاستيلاء على ملفات استخباراتية ودبابات.
وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل وأسر عدد من الصهاينة، بينهم مستوطنون، مجندون وضباط ومقدم وعميد، قبل أن ينسحب رجال المقاومة ويعودوا نحو القطاع.
ومنذ ذلك التاريخ وخلال خمسين يوماً، يشن الاحتلال الصهيوني وحلفائه هجوماً جوياً وبرياً وبحرياً عنيفاً وغارات مكثفة على المواقع المدنية في غزة وسكانها العزل، منتهكاً بوحشيته كافة القوانين الدولية والإنسانية، ومرتكباً مجموعة من الجرائم الدولية التي يمكن تلخيصها على النحو التالي:
غارات مكثفة مباشرة وعشوائية ودون سابق إنذار على المباني المأهولة والمستشفيات والملاجئ والمدارس والبنى التحتية ودور العبادة … أسفرت عن مقتل مدنيين لا يمكن إحصاء أعدادهم: كبار السن والنساء والأطفال والصحفيين وسيارات الإسعاف وطواقم الإغاثة.
ترويع المدنيين وحثهم على النزوح وترك المناطق التي يعيشون فيها وتهجيرهم قسراً: وذلك بإحداث أكبر قدر من الدمار والإصابات للأطفال والنساء والشيوخ-
استخدام أسلحة محرمة دولياً-
قنابل فسفورية تسبب إصابات وجروح تؤدي في أغلب الأحيان إلى تلف الجهاز التنفسي وفشل بعض أعضاء الجسم-
قنابل عنقودية خطيرة تحتوي على عبوات ناسفة صغيرة شديدة الانفجار-
القذائف التي تخترق شظاياها الجسم وتنفجر داخله مسببة تسمماً أو تورماً غريباً، وحروقاً فظيعة تذيب جلد وعظام المصابين وتؤدي إلى بتر الأطراف-
تحويل المستشفيات إلى مقابر جماعية من خلال محاصرتها أو قصفها أو إخراجها من الخدمة بقطع إمدادات الوقود والمعدات الطبية عنها واعتقال العاملين فيها-
قطع المياه والغداء والكهرباء والوقود والمساعدات الإنسانية عن المدنيين وقصف المعابر-
تعذيب وسوء معاملة الأسرى الفلسطينيين وسلخ جلود جثامين شهداء المقاومة والتمثيل بها-
حلفاء الاحتلال الصهيوني في حرب الإبادة على غزة هم:
كافة الأنظمة والحكومات التي تمده بالسلاح-
كافة الأنظمة والحكومات والشعوب والمؤسسات الدولية والإعلامية التي تدعمه سياسياً أو اقتصادياً-
كافة الأنظمة والحكومات التي تمنع شعوبها من التعبير عن تضامنها مع ضحايا غزة-
كافة الأنظمة والحكومات التي امتنعت عن التصويت على قرار وقف إطلاق النار-
وفي الختام لابد من التذكير بأن شعب غزة الأبي، يتعرض لهذه الإبادة الجماعية ليس فقط منذ هذه الحرب الأخيرة، وإنما منذ حوالي 17 عامًا، عندما فرض الاحتلال الصهيوني حصاراً جائراً على هذا القطاع وشن ضده هجمات عسكرية متكررة راح ضحيتها عدد لا يحصى من الشهداء والجرحى والأسرى من الأطفال والنساء وكبار السن.
كما ينتهك الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 كافة الاتفاقيات والمعاهدات والقرارات الدولية، ويحرم الشعب الفلسطيني من التمتع بالحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة تحت أنظار المجتمع الدولي ومؤسساته التي تطبق معايير مزدوجة بشكل علني.
فأملنا ليس أن تتحرك هذه المؤسسات المنحازة لنصرة هذا الشعب وحركته المقاومة، وإنما توعية الرأي العام العالمي وبقية الشعوب بحقيقة ما يحدث في فلسطين بل وحقيقة النظام العالمي الذي أول ما قام به بعد تأسيس منظمة الأمم المتحدة هو شرعنة انتهاك أرض فلسطين المقدسة وإباحة أرواح سكانها الأصليين.
وعليه فإن المقاومة حق وتندرج ضمن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والاستقلال والسيادة على أرضه وممارسة كافة حقوقه غير القابلة للتصرف، وكذلك حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها.
إن المقاومة الإسلامية تعطي العالم درسا عمليا في الحرية والإنسانية، وهي تناضل بالنيابة عنا جميعا لكسر أغلال النظام العالمي الفاسد الذي ينهب أموال الشعوب لتمويل مؤسساته المنحازة.